الحركة بركة

كتبت: تمارا جلاجل

أختصاصية علاج طبيعي للأطفال

عدم مواكبة الأطفال لكافة معالم النمو والتطور الرئيسة في كل مرحلة عمرية هو ليس بالضرورة دليلًا على وجود تأخر عندهم. وفي حال كان الأمر كذلك، فإن الحصول على الاستشارة ومساعدة الاختصاصين بشكل مبكر قد يساعد على تسريع اكتساب الأطفال للمهارات الحركية وتطوير نموهم.

لاحظت احدى الأمهات أن طفلها البالغ من العمر ثمانية شهور لا يستطيع رفع رأسه للأعلى عند استلقائه على بطنه وكان يبدأ بالبكاء ويشعر بعدم الارتياح من هذه الوضعية. واجهت هذه الأم تحديًا عند تعليم طفلها الإلتفاف على جهة بطنه والجلوس على الأرض لوحده. عندما بلغ الطفل من العمر سنة واحدة، كان يستطيع الوقوف من خلال الاستناد والمساعدة، وكان يقع بشكل متكرر؛ لأنه كان يفقد توازنه عندما يكون في وضعية الجلوس ولم يستطع الزحف أو التدحرج أو التحرك للتمكن من الوصول إلى الألعاب.

يبين المثال أعلاه أهمية ملاحظة المؤشرات المبكرة للتأخر في الحركة واستشارة الخبراء والمختصين في وقت مبكر. يوضح الشكل أدناه المهارات الحركية الكبرى الأساسية للأطفال في السنتين الأولى والثانية من العمر.

:ميزات الحصول على الاستشارة والمساعدة المبكرين 

تعزيز نمو وتطور الدماغ، خاصة في السنة الأولى والثانية من العمر-

  تعزيز المهارات الحركية الكبرى الأساسية من أجل اكتساب المهارات الأكثر تعقيدًا. على سبيل المثال، عمل تمارين الضغط البسيطة ( تثبيت رؤوسهم وصدورهم إلى الأعلى من خلال إسناد أكواعهم على الأرض)، التي تساعد الأطفال على الزحف على أيديهم وركبهم

  منع المزيد من التأخر في تطوير المهارات الحركية الكبرى-

  منع التأخر في تطور واكتساب المهارات الأخرى، مثل: المهارات الادراكية ومهارات التواصل الاجتماعي. لاسيما وأن الأطفال يتعلمون من خلال الحركة، فإذا كان الأطفال لا يستطيعون التحرك حول البيئة المحيطة بهم، فهم لن يستطيعون استكشاف ما حولهم والتعلم من أخطائهم

  تفادي معاناة الأطفال من المشاكل النفسية في المستقبل؛ فعندما يلاحظ الأطفال أنهم يعانون من تأخر في المهارات الحركية الكبرى، سيتجنبون ممارسة الألعاب التي تتطلب جهد جسدي كبير مع أصدقائهم ويؤثر هذا الأمر سلبًا على ثقتهم بأنفسهم

عادةً ما يُنصح الأهل بالتحلي بالصبر قبل استشارة الاختصاصيين، إلا أن تأخر الأطفال في اكتساب احدى المهارات الحركية يؤثر على المهارات الأخرى. بالطبع، يريد الأهل التحلي بالصبر فيما يتعلق باكتساب أطفالهم مهارة ما، لكن ماذا لو لم يحصل هذا؟ ماذا لو كان بالإمكان تقديم التحفيز المناسب للأطفال في وقت مبكر؟

يفضل بعض الأهل أن يشرفوا على أطفالهم بذاتهم دون السعي إلى الحصول على المساعدة من الخبراء أو المختصين. هذا أمر طبيعي، لكن العمل مع فريق من الخبراء قد يساعد الأهل على معرفة ما إذا كانوا يعملون بالشكل الصحيح، إذ يقدم الخبراء النصائح ويعدون خطة خاصة تناسب حالة كل طفل بالتعاون مع الأهل لتحقيق أفضل النتائج مع الأطفال. 

ما هي المهارات الحركية الكبرى؟

هي المهارات الجسدية التي تتطلب حركة كافة أجزاء الجسم؛ والتي تشتمل على عضلات الجذع الكبيرة المسؤولة عن ثبات الجسم وتوازنه للتمكن من أداء المهام اليومية، مثل الوقوف والمشي والركض والجلوس باستقامة، ويشمل أيضاً التآزر بين العين واليد (التآزر البصري الحركي) مثل عند رمي الكرة أو التقاطها أو ركلها